اخوان اليمن يحاولون استعادة أجواء التوتر التي سبقت الاستفتاء على دستور الوحدة للحشد لحرب دينية جديدة ضد الحراك أو الحوثي

يمنات – خاص
عادت لغة تكفير الآخر المختلف معه مرة أخرى، بعد الخلاف الذي احتدم في فريق بناء الدولة في مؤتمر الحوار بين المكونات المشاركة في الحوار من جهة ومكوني الاصلاح والسلفيين.
ومع اجماع المكونات المشاركة في الحوار عدا الاخوان والسلفيين على أن تكون الشريعة الاسلامية مصدرا للتشريع، وبنسبة تصل إلى الـ85%، إلا أن الأقلية التي دائما ما تنصب نفسها حارسة للدين وخليفة الله في أرضه، ترفض الانصياع للإجماع، في مخالفة صريحة للنظام الاساسي لمؤتمر الحوار
مراقبون اعتبروا أن الخلاف العقيم الذي تروج له وسائل اعلام الاخوان هذه الأيام بخصوص شرع الله، هو مجرد يافطة يتخفون خلفها، في محاولة لخلق معركة جديدة، لإلهاء الشعب عن متابعة الاحداث الجارية على مستوى المنطقة، والمطالبات التي بدأت تتصاعد بإسقاط حكومة الوفاق التي يديرها اخوان اليمن.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"يمنات" أن قيادات نافذة في تجمع الإصلاح وجهت مختلف فروع الحزب في المحافظات بضرورة أن تشمل خطب الجمعة والمحاضرات التي يلقيها محسوبون ومناصرون للاخوان، ما يسمونه استهداف الدين في الدستور الجديد، في محاولة لاستثارة المجتمع اليمني المحافظ، واشعاره بأن المجتمع اليمني مستهدف في دينه.
وكشفت المصادر أن خطباء اخوان بدأوا في محافظات لحج وتعز وإب بشن حملة على الحراك والحوثيين وأحزاب الاشتراكي والناصري والمؤتمر، بأنهم يريدون استهداف الدين الاسلامي في الدستور الجديد للبلاد.
وحاول كثير من هؤلاء الخطباء تحذير الناس مما يحاك ضد الاسلام، مطالبينهم بعدم الرضوخ للمؤامرة.
وطبقا للمصادر ربط الخطباء بين ما سموه استهداف عقيدة الشعب والدولة، بما يجري في مصر، مؤكدين بأن المؤامرة التي تجري ضد الاسلام في اليمن نتاج لما حصل في مصر من مؤامرة شبيهة ضد أسلمة الدولة.
وأعتبر متابعون أن هذه الحملة ذات بعد سياسي هدفه ادخال الناس في معركة جانبية، بعيدا عما يدور في محيطهم الاقليمي، الذي يشهد بداية غروب شمس الاخوان، الذين جيروا الدين للوصول إلى كرسي السلطة.
ولفتت المصادر أن أسمارا بدأت تتبناها دوائر الثقافة في كثير من فروع تجمع الإصلاح في المحافظات والمديريات، للتركيز على موضوع الخلاف الذي طرأ في مؤتمر الحوار حول دين الشعب والدولة، والتي احيل الخلاف فيها إلى لجنة التوفيق بموافقة الجميع.
وأشارت المصادر أن اخوان اليمن يريدون إعادة نفس الأجواء التي سبقت الاستفتاء على دستور الوحدة في العام 1991م، والذي أضطر الاصلاح لمقاطعته، وأستغل ذلك لتعبئة العامة تمهيدا لشن حملة دينية ظالمة على الحزب الاشتراكي اليمني شريك الوحدة، مهدت للجهاد ضد الحزب والجنوب الكافر في نظرهم في حرب صيف 1994م، وهو ذاته المخطط الذي يسير في طريقه الاصلاح ليمهد لشن حرب بغطاء ديني في صعدة أو الجنوب، منطلقا من الخلاف على دين الدولة أو الشعب.
وإن كان الإصلاح اليوم يدخل هذه المعركة وظهره مكشوف بعد تراجع الدعم الخليجي للاخوان ووقوفهم ضد حكم اخوان مصر وتأييد ثورة الـ30 من يونيو الشعبية التي أطاحت بعام من حكم المرشد في مصر، وتراجع التأييد الدولي وبالذات الأمريكي لحكم الاسلام السياسي، يحاول الاخوان لململة صفوفهم والحفاظ على روح معنوية عالية لأنصارهم، جراء الصدمة النفسية التي تعرضوا لها جراء سقوط حكم المرشد في مصر، والتهديدات الشعبية التي تطال حكام الاخوان في تونس.
وإلى جانب ذلك تعيش قيادات الاخوان صدمة جديدة، بعد طرح المبعوث الأممي ضرورة اشراك الحوثي في الحكومة، وسعيه لتجيير الدعم القطري الذي كان يذهب إلى الاخوان لصالح إعادة اعمار صعدة، كون ذلك التزام قطري سابق، بحثه المبعوث الأممي بن عمر مع أمير قطر بعد زيارته للحوثي في صعدة.
إخوان اليمن باتوا يشعرون بأن طوقا اقليميا ودوليا فرض عليهم، ولهذا يحاولون الحفاظ على مناصريهم وكوادرهم والواقعين في اطار التضليل الاعلامي لوسائل اعلامهم على الأقل في المرحلة الحالية، حتى يتمكنوا من الخروج من الصدمة التي فاجأتهم وهم يعدون العدة للتغول في أجهزة الدولة وابتلاع الوظيفة العامة، وحين كانت أعناقهم مشرعة نحو كرسي الحكم، الذي باتوا قريبين منه، ويكاد حلمهم بحكم البلد منفردين أن يتحقق لأول مرة في اليمن.
ويتناسى اليوم اخوان اليمن أن خوضهم أي حرب تحت خطاء ديني أو سياسي، سوى في صعدة أو الجنوب ستكون بدون غطاء شعبي وتفتقر للدعم الاقليمي والدولي، ما قد يضعهم في بداية مسلسل السقوط، وإن كان الأمر مستبعدا، فلربما يسعون من خلال هذه التعبئة لقياس شعبيتهم التي يشعرون إنها اهتزت بطوفان ثورة الـ30 من يونيو المصرية، التي تعد بداية لإسقاط زيف الاسلام السياسي في دول الربيع العربي.